إن المؤمن الحق ليعلم و لا ينسى قصر حياته و مكوثه فوق الارض و لا بد ان يحثى عليه التراب يوما ما ويدخل باطنها وحيدا الا مع عمَله ورحمة الله و عفوه و إن فتحت عليه الدنيا من خيرات ربه ما قد يغرقه و ينسيه فناءه او يفكر أنه خالد ( يحسب أنّ ماله أخلده).
وإنما مثله في الدنيا كمثل االراكب استظّل تحت ظل شجرة ساعة ثم راح و تركها كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
و لتلاهفنا و تنافسنا على مقاعد الدنيا ثم تذهب و لم نقدم لانفسنا شيئنا يدافع عنا في القبر و في الاخرة.
اوصي نفسي والجميع بشيئين بسيطين عظيمين يجازي الله عزوجل عليها الخير الكثير
وخاصة ان ألهَتنا الدنيا واعمتنا عن طلب العلم او الصيام او سائر العبادات الاخرى..
و لكي نجد لنا قدم صدق عند مليك مقتدر يوم القيامة و "نحجز" "و نرتب مكان لنا" في الجنة قبل ان تنتهي الدنيا ولم نحصل شيئا.
هذين الشيئين يمشيان مع سرعة الحياة و مسيرها العادي كي لا نتندم على ايامنا هذه فما اصعب مرور الايام و خاصة من لديه ذكريات تعتصر قلبه بيها .
هذين الشيئين هما : (ذكر الله تعالى) و (حسن الخلق)
للدليلين التالين:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
" ألا أنبئكم بخير اعمالكم وأزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم و خير لكم من إنفاق الذهب والورق و خير لكم من أن تلقوا عدوّكم فتضربوا اعناقهم و يضربوا أعناقكم"؟ قالوا: بلى قال: " ذكر الله"
و..
عن إبن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم في سبيل الله"
كنزين عظيمين يناسبان ما نمرّ به من سرعة الحياة تقارب الازمان و قرب الساعة و قرب أشراطها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والسلام على عباد الله الصالحين وأرجو أن نكون منهم

أحسنت القول وأوجزت في التعبير...اللهم اعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
ردحذفشكرا جزيلا دكتور فتيان. نورتني بتعليقك
حذف